خالد بيومى يكتب : صلاة لاعب

أكون فى قمة النشوة والفخر والعزة والسعادة وأنا أرى نجما كبيرا ثمنه بالملايين يتحدى كل شىء: العنصرية، الاستفزاز، النظرة السيئة إلى الإسلام والعرب والأفارقة.. إصراره يستفزنى للنواحى الإيجابية، تصميمه على إحراز الأهداف ليسجد شاكرًا لله أمام الجميع وفى أى ملعب يشارك عليه.. هذا هو النجم السنغالى ديمبا با أحد النجوم الكبار على المستوى التهديفى فى البريمرليج مع فريقه نيوكاسل،، شاهدته كثيرا ويثلج صدرى باحترامه دينه وثقته بنفسه التى يستمدها من التزامه الأخلاقى مع نفسه أولا ومع عمله ثانيا.. أول مرة لعب أمام المان يونايتد أكبر ملعب فى المملكة البريطانية والأكثر حضورا للجماهير، أكثر المدن شهرة ومتابعة على مستوى العالم مدينة تجمع مان سيتى، ومان يونايتد، ولذلك العالم: الصحف، التلفاز، كل قنوات العالم، وأنا أتابعها شاهدت السجدة الأولى والهدف الأول لفريقه نيوكاسل شىء يفرح، أمام العالم ليرد على كل من يتفوه بكلمة على الإسلام وعلى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، ولم يكتف بهذا، بل سجد السجدة الثانية بعد إحرازه الهدف الثالث والتعادل أيضا لفريقه. هذا هو التوفيق من عند الله والاجتهاد والحب والإخلاص والتفانى فى عمله بشكل احترافى وبجانبه اللاعب الآخر السنغالى أيضا بابيس سيسيه، وهو يصلى شكرًا لله.. السنغاليون امتداد لكفاءات كثيرة وكبيرة مسلمة محترفة فى الملاعب الأوروبية تجاهد من أجل تحسين الصورة التى يشوّهها الإعلام الغربى أو بمعنى أدق الإعلام اليهودى المسيطر على عقلية الغرب. بابيس وديمبا با وجهان لعملة واحدة. أتمنى لهما الاستمرار فى الملاعب الكبيرة، لكن لا أعتقد أنهما سينتقلان إلى أندية أكبر وأكبر والسبب الإسلام والصلاة والسجود فى الملعب، وهذا ما يضايق جماهير كثيرة ومسؤولين بعينهم فى الساحة الأوروبية والتفكير فى إلغاء الاحتفالات الدينية. رسالة نوجهها إلى القدوة الخارجية من لاعبينا المسلمين بالخارج. أنا أتذكر سولى مونتارى عندما أجبر العبقرى وأغلى مدرب فى العالم مورينيو على احترامه وتنفيذ مطلبه بالصوم فى شهر رمضان عندما كان يتولى إدارة نادٍ كبير، وفى نفس العام حقق مونتارى ثلاثة ألقاب مع مدربه، وانتهت العلاقة بغاية من الاحترام والحب بين مدرب ولاعب، وأتذكر أيضا ما قاله عادل تعرابت مؤخرا فى الصحيفة الأشهر «لاجازتا دلو سبورت» فى حوار مطول عن كل شىء فى حياته وأسرته والحجاب والعنصرية والموهبة والخلافات، قال تعرابت للصحيفة ردا على من يتهم الإسلام من أهل الغرب، أنتم لديكم مشكلة كبيرة جدا، لا بد أن تحاولوا الانتهاء والتخلص منها، ماذا مثلا إذا رأيت سيدة ترتدى الحجاب وتسير فى أحد الشوارع، النظرة تتغلف بالرجعية والتخلف، ما هذه السيدة التى تعيش فى بلاد الغرب وترتدى شيئا يحفظ لها وقارها، وفى المقابل عندما تجدون سيدة من نفس الفصيل، وأنا آسف، تعمل عاهرة تنظرون إليها بقمة التحضر. أولا تصالحوا مع أنفسكم قبل الحديث عن الإسلام، على فكرة تعرابت أعلن أنه يؤدى الصلوت الخمس ويصوم رمضان ولا يشرب ولا يدخن، ومع ذلك يطلق عليه الباد بوى لمشكلاته مع الأجهزة الفنية فقط لا غير، أعتقد أنها أمثلة كثيرة بدأها المنتخب المصرى إفريقيا وعالميا فى كأس القارات، ويسير عليها بخطى ثابتة أحد أفضل اللاعبين فى البريمرليج هذا الموسم السنغالى ديمبا با وزميله بابيس سيسيه. هذا هو الفارق بين الدعوة لنا والدعوة علينا من بعض الإخوة الإسلاميين فى الشاشات المصرية التى نراها يوميا وبشكل يسىء جدا إلى طبيعة وشريعة الإسلام.. لى سؤال: من أكثر إسلاما بابيس وديمبا با فى إنجلترا أم الدعاة المصريون الحاليون فى مدينة الإنتاج؟